تعامل المنظمات الدولية مع القضية الفلسطينية – استعمار ناعم؟

بدأ الاستعمار الصّهيوني كجزءٍ من الاستعمار الأوروبي ذو الطّابع الدّيني في بداية الأمر، والّذي تشكّل في الصّورة الدّينيّة منذ أواسط القرن التّاسع عشر، وشكّل الاستعمار الصّهيوني ذراعاً للاستعمار الغربي الأوروبي، حيث ساهمت بريطانيا وخلال وجودها الاستعماري في فلسطين في توطيد أسس الاستعمار الإستيطاني للحركة الصّهيونيّة، ودعمت الحركات الصّهيونيّة وحمت هذا المشروع بكلّ السّبل والوسائل الّتي يحتاجها لبقائه واستمراره، وأعطت الحركة الصّهيونيّة فرصة تمكين وتوسيع الاستيطان اليهودي المنظّم في ظل انتدابها على فلسطين، وقد منحت لهم هذه المظلّة نتيجة تلاقي مصالح ومنافع الدّول الاستعماريّة الغربيّة والحركة الصّهيونيّة والّتي تتمثّل في إيجاد حلّ للمشكلة اليهوديّة في أوروبا، ووجود ذراع استعماري استيطاني لهذه الدّول في المنطقة.