مرصد السياسات ينهي اليوم أعمال المؤتمر الدولي
عقد مرصد السياسات الاجتماعية والاقتصادية (المرصد) أمس الثلاثاء في مديني رام الله وغزة من خلال (الفيديو كونفرنس)، مؤتمراً بعنوان “الحق في الصحة، فلسطين 2030” بمشاركة مجموعة من الباحثين والأطباء والأكاديميين ومؤسسات فلسطينية ودولية وخبراء عاملين في الحقل، وبحضور حاشدٍ من الناشطين والباحثين في مجال الصحة والممثلين لوزارة الصحة، وكالة الغوث، منظمة الصحة العالمية، الجامعات الفلسطينية، ومنظمات دولية عاملة في المجال ومؤسسات المجتمع المدني الفلسطيني.
وافتتح المؤتمر الباحث والمؤسس في مرصد السياسات الاجتماعية والاقتصادية إياد الرياحي مؤكداً على أن هذا المؤتمر جاء استكمالاً للعديد من الحوارات واللقاءات التي قام بها المرصد خلال الأعوام السابقة بهدف تسليط الضوء على الحقوق الاجتماعية والاقتصادية للفلسطينيين والمعيقات التي تحول دون وصولهم لها.
وأضاف الرياحي أن عقوداً طويلةً وممتدة من الانتهاكات التي طالت الفلسطينين تحت حكم عسكري بغيض طال أيضا القطاع الصحي الفلسطيني وفي أحيان كثيرة كان العاملين والمرافقة الصحية هدفاً مباشراً لتلك الاعتداءات.
ووجه الرياحي في كلمته تحية إلى مشافي مدينة القدس المحتلة والجمعيات الأهلية الفلسطينية التي اضطرت في دقائق معدودة للتعامل مع مئات الإصابات في حروب غزة وفي أحداث القدس الأخيرة، وتعرض العاملين فيها إلى الاعتداء والتنكيل واختطاف الجرحى منها.
واستكمل قائلاً “إن مشاهد الشرطة العسكرية الاسرائيلية والجنود المدججين بالسلاح في أروقة مستشفى المقاصد في القدس وتدمير العيادة الصحية الوحيدة في قرية كوبر غرب رام الله بهدف معاقبة السكان، والانتهاكات الأسوأ تلك التي حدثت اثناء الحروب على غزة وهذا يشير إلى أن الاحتلال لا يقيم حرمة أو وزناً لأي شيء”.
مؤتمر الحق في الصحة طرح مواضيع ذات أهمية تلامس واقع القطاع الصحي في فلسطين والمنطقة العربية، أهمها السياسات المتبعة ومساهمتها في الوصول إلى الحق في الصحة من خلال رؤية الحكومة والمجتمع المدني في تطوير هذا القطاع وتقديم الخدمات الصحية، إضافة إلى طرح قضية اللاجئين والخدمات الصحية وتأثير انخفاض موازنة القطاع الصحي على الخدمات الصحية والأدوية، وجاء في وقتٍ يواجه فيه القطاع الصحي وبالتحديد في قطاع غزة كارثة حقيقية نرى آثارها في كل يوم، وتحديداً مع تخفيض كبير في عدد التحويلات الطبية للمرضى من قطاع غزة، حيث طالب المشاركون بالمؤتمر تحييد الصحة عن المناكفات السياسية والتقليصات المالية.
وكانت الصحة في زمن الحرب من أهم المواضيع التي طرحها المؤتمر حيث تم تقديم مقاربات حول الصحة في ظل الحروب الثلاث على قطاع غزة، وكذلك الصحة والحرب على اليمن وسوريا والعراق، وكيف عمل الاحتلال على إعاقة الوصول إلى الخدمات الصحية واستهدف المنشآت الطبية وسيارات الإسعاف، وأهمية تضمين مفهوم الحق في الصحة زمن الحرب في سياسات وبرامج وتدخلات الفاعلين في قطاع الصحة من ناحية، ومن ناحية أخرى محاسبة وملاحقة الاحتلال دولياً من خلال إعداد الملفات والشكاوى.
الجلسة الختامية للمؤتمر تناولت قضية الأخطاء الطبية والتي كانت على جدول أعمال المؤتمر من خلال طرح رؤية لنظام المساءلة الوطنية حول الأخطاء الطبية، وبرز اتفاق بين ممثلي وزارة الصحة ونقابة الأطباء والحملة الشعبية للمساءلة على الأخطاء الطبية على ضرورة تطوير النظام بشكل متوازن بحيث يراعي المرضى والأطباء على حد سواء.
وعلى هامش المؤتمر عقد المرصد مساء أمس حلقة نقاش خاصة حول الوضع السياسي والاقتصادي والاجتماعي في فلسطين مع العديد من المؤسسات الدولية العاملة في فلسطين والخارج، فيما استكمل المؤتمر أعماله اليوم الأربعاء من خلال تنظيم جولة تعريفية لعدد من الخبراء والباحثين وممثلي المؤسسات الدولية تضمنت زيارة لمجمع فلسطين الطبي تم خلالها التعرف على مرافقه وأقسامه، اضافة إلى زيارة لمخيم الجلزون وتفقد العيادات الصحية فيه، المؤسسات التي تهتم بالأشخاص ذوي الإعاقة ومقر اللجنة الشعبية للمخيم، حيث تم إطلاع المشاركين على وضع الخدمات الصحية بالمخيم.
وقد خرج المؤتمر بالعديد من التوصيات أهمها، الضغط لزيادة نسبة الموازنة المخصصة من الحكومة لقطاع الصحة، وتضمين الحق في الصحة ضمن أجندات وبرامج وسياسات المؤسسات العاملة في الحقل بما يتوافق وخصوصية الواقع الفلسطيني، اضافة إلى تعزيز دور المساعدات والتضامن الدولي في مجال الصحة وتوثيق انتهاكات الاحتلال، والعمل على تطوير نظام مساءلة وطني حول الأخطاء الطبية، واستكمال العمل على قانون لتأمين صحي شامل.