المؤسسة الأكاديميّة الغربية والإرث الاستعماري: حدود الحريّة!
تمثّل الحرب على قطاع غزّة تجسيداً لإبادة جماعيّة مستمرّة يقوم بها الاحتلال الاستيطاني كجزءٍ من أهدافه الأساسيّة المتمثلّة بالمحو والإحلال، فترافق وجوده مع عدّة جرائم متواصلة ضدّ الفلسطينيّين والفلسطينيّات في جميع أماكن تواجدهم/ن، بدءاً من الحصار، والتّجويع، مروراً باستباحة القتل، وانتهاءً بالتّهجير والإبادة. تستمر الحرب على القطاع منذ ما يزيد عن 90 يوماً، كاشفة عن الوجه الحقيقي لغرب مدّعٍ للحرّيات والدّيمقراطيّة، الذي لم يستطع إخفاء مصالحه ومعاييره المزدوجة، ومحاربته للشّعوب المضطهدة بكافّة الأشكال في سبيل فرض هيمنته، ربما كان هذا الوجه فيلنا، فيلُ الجنوب، الذي لم تكن هناك رغبة بالتّحديق به أو رؤيته، رغم وضوحه الآن وتاريخياًّ، وربّما لم يعد الآن مجالاً لعدم الإدراك، فهناك موجة شديدة من الغضب تجاه ازدواجيّة المعايير الغربيّة، وتلوّنها مع القضايا المختلفة، وفي ظلّ التّحليلات الكثيرة التي تترافق مع هذا الإدراك، من المُلح ربما إعادة النّظر في كافّة أوجه الغرب وما يَصدُر وصَدر عنه.