أصدر مرصد السياسات الاجتماعية والاقتصادية- المرصد، ومؤسسة عبد المحسن القطان ورقة بحثية بعنوان “بدائل ممكنة أمام قطاع التعليم في ضوء حرب الإبادة الإسرائيلية". تدمج الورقة بين فكرتي التعليم الشعبي والرسمي، حيث في الأولى، لا ينتظر الطلاب عملية إعادة الإعمار."ينتهج الاحتلال منذ بداية الحرب، سياسة إخضاع الحياة لقوة الموت، من خلال استهداف وتدمير كافة المنشآت المدنية في قطاع غزة، وبالأخص استهداف المدارس والجامعات، لتحقيق أحد أهدافه في هذه الحرب؛ ألا وهو الإبادة المعرفية. إذ يشير حجم القصف على المدارس، إلى أن هناك هدفاً غير معلن قد يصل إلى تدمير المدارس والمؤسسات التعليمية كافة داخل القطاع، وإن تدمير المدارس لا يتوقف أثره عند انهيار المنظومة التعليمية في القطاع، وإنما يهدف بالأساس، إلى دفع الناس للهجرة خارج القطاع، فيما أن التغاضي الدولي عن هذه الحقيقة يجعلها أمراً واقعياً."
تناقش الورقة واقع التعليم الفلسطيني في قطاع غزة في ضوء حرب الإبادة الإسرائيلية وانعكاساتها على المستقبل الفلسطيني، وحماية التعليم من التدهور خلال المراحل القادمة، وبخاصة أن الحرب اندلعت خلال الشهر الأول من العام الدراسي 2024-2023، ولا تزال مستمرة حتى لحظة إعداد هذه الورقة، ونحن على أعتاب عام دراسي جديد - 2024 2025، الأمر الذي سيشكل ارتدادات سلبية على الطلبة الفلسطينيين، وعلى كميات الفاقد التعليمي، وهو ما يؤدي إلى بروز جملة من الأزمات والمشاكل التعليمية، ربما من أبرزها تفشي الأمية وظاهرة التسرب المدرسي خلال السنوات القادمة، والانعكاسات السلبية على القدرة على التعلم لدى جيل كامل تعرض للإبادة والحرقة الإسرائيلية، التي ستتضح خلال السنوات التي تلي وقف الحرب.
كما تحاول الورقة طرح البدائل المناسبة لحماية المسيرة التعليمية في ضوء الإبادة، وطرح أفكار ومبادرات من شأنها تخفيف حدة الآثار السلبية على قطاع التعليم الفلسطيني، منها، التدخلات الطارئة خلال العدوان، من خلال توفير خيام تعليمية مؤقتة في كافة أماكن النزوح العشوائية والمنظمة، والعمل على الدعم النفسي والاجتماعي. كذلك التكثيف المنهجي لتعويض الفاقد التعليمي، إضافة إلى التعليم عن بعد من خلال العمل على تحسين البيئة الرقمية في قطاع غزة.