مشاريع الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية: تمويل بشروط نفي الانتماء الوطني!
ارتبط تاريخ ووجود الوكالة الأمريكية للتنمية والمعروفة باسم USAID بإنشاء السلطة الفلسطينية عقب توقيع إتفاقية أوسلو سيئة الصيت، وتحديداً عام 1994 حيث افتتحت الوكالة أول مكتب بعثة لها للعمل داخل الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1967. وجاء دور وكالة التنمية الأمريكية بشكل أساسي لتعزيز ما سمي "بحل الدولتين" ولبناء مؤسسات الدولة عبر دعم مفاوضات السلام بين الفلسطينيين والاحتلال، حيث عملت على تمويل كل من الحكومة الفلسطينية، القطاع الخاص، والمؤسسات الأهلية ضمن برامج ومشاريع متعددة، وتشكل الوكالة أداة رئيسة للإدارة الأمريكية من أجل الهيمنة "الناعمة" على عدد كبير من دول العالم الثالث، وذلك من خلال المساعدات التنموية والإنسانية على حد سواء، وبميزانية سنوية بلغت 50 مليار دولار.
طوال هذه الفترة جرى تقبلُ مشاريع وكالة التنمية الأمريكية في ظل مناخ بناء السلطة الفلسطينية والانتخابات، ومحاولة التأثير على المزاج الشعبي الفلسطيني المعادي للإدارات الأمريكية بسبب دعمها المستمر للاحتلال، ونجح ذلك إلى حد كبير في استدخال عمل الوكالة الأمريكية للتنمية في الضفة الغربية وقطاع غزة، وغيرها من المؤسسات الأمريكية الأخرى.
تتناول الورقة إضافة لتاريخ عمل الوكالة، عودتها للعمل بعد إنقطاع دام عدة سنوات، وتحليلاً لبرامجها ومشاريعها، وتحديداً في البرامج والقطاعات التالية: الانتعاش الاقتصادي والنمو، تمكين الشباب، الديمقراطية والحكم، المياه والصرف الصحي، الفئات السكانية الضعيفة، والمساعدة الإنسانية، وبناء السلام وحل النزاعات، وتظهر الورقة أن الوكالة عادت إلى سيرتها الأولى، أي بيع الوهم للفلسطينيين، من خلال "التبشير" بحل الدولتين، ولكن كان الأمر الأوضح في هذه العودة أن نصف الأموال المخصصة للفلسطينين جرى تخصيصها تحت برامج التطبيع والسلام الزائف.